الكثير منّا يترنم مع ما يسمعه من أغنية أو أنشودة أو حتى شعر شعبي يصدح به شاعرٌ ماهر، ونتساءل بعدها.. ما الذي جذب هذا السامع أو ذاك إلى تلك الأغنية أو الأنشودة أو القصيدة الشعرية؟
الوقع السمعي في النفس والانجذاب نحو الموسيقى الصوتية والرتم المتزن بين الانخفاض والارتفاع هو ما يجعل النفس تتجه بكل أحاسيسها نحو هذا الاتجاه، لتجد في النغم الصوتي داعياً للتركيز والاهتمام بما يقال، ونحن اليوم سنركز في موضوعنا هذا على كيفية جذب أكبر عدد من المستهدفين عبر المحتوى الصوتي وخاصة المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي.
هناك العديد من الطرق الناجعة لشد الانتباه وإخضاع الأذنين إلى المتابعة لكل ما يقال عبر حلقات إذاعية وصوتية مميزة، يكون لها وقعها الكبير في النفس الإنسانية، إلى جانب تركيز الاهتمام من قبل الجمهور على فكرة وموضوع الحلقة التي تُنشر في وقتها المحدد، تابعوا معي بعضاً من هذه الطرق التي يمكن للشخص أن يقوم بعدها بتسجيل حلقات صوتية جذابة ذات محتوى غني ومؤثر ورائع.
أولاً: الخيال والهدف:
هناك ميزة يجب على الشخص الذي ينوي تسجيل حلقات صوتية لموضوع معين التركيز عليها، وهي إن المحتوى المسموع يعتمد أساساً على التخيّل من قبل الجمهور المستهدف، ولذا فكلما كانت المادة المكتوبة قد أُعدّت بعناية تشتمل على مساحة للتخيل وموجهة أساساً للسامع والأذن، كلما كانت أكثر تأثيراً وجذباً، كما أن الموضوع الذي تحمله طيات كل حلقة لابد وأن يكون هاماً ذو هدف واضح.
ثانياً: إعداد جيد للحلقة بعيداً عن التشتت:
من الأمور التي يجب الاهتمام بها أيضاً حين إعداد المادة المسموعة أن يكون الإعداد للحلقات جيداً، حيث احتوائه على وصفاً كاملاً عن موضوع الحلقة وما تريد إيصاله من معلومة للسامع، إلى جانب الاجتهاد في أن يكون التسجيل واضحاً بعيداً عن الضجيج والمشتتات السمعية التي من شأنها إعاقة إيصال الرسالة إلى المستهدفين بكل سهولة.
ثالثاً: رتب أفكارك واخلق جواً من التفاعل:
حين تسجيل مادتك لابد من ترتيب أفكار حلقتك بشكل منطقي، ليتوصل السامع إلى نهاية مفيدة له، لأن ذلك يدفعه للارتياح والانتظار للحلقات القادمة بكل شغف، كما يجب عليك خلق جو صوتي تفاعلي من حيث الموسيقى والمؤثرات الصوتية المناسبة لموضوع الحلقة، لتضيف للمادة جانباً مميزاً من الانسجام والانجذاب.
رابعاً: احذر الأخطاء اللغوية وابتعد عن الملل:
تُعد الأخطاء اللغوية من الأشياء القاتلة حين تسجيل الحلقات المسموعة لأي وسيلة إعلامية، فحين تكون النفس منسجمة ومطمئنة مع فكرة المادة المسموعة ويعترضها خطأ لغوية أو نحوي كنصب الفاعل وجرّ المفعول به وغيرها تشمئز مباشرة، والأكثر خطورة حين تزيد تلك الأخطاء وينتهي بعدها المطاف إما إلى إغلاق التسجيل أو التحول عن القناة، ناهيك عن الابتعاد كلياً لصاحب التسجيل وعدم متابعته نهائياً.
أيضاً لا تجعل حلقاتك المسجلة طويلة أو مكررة الفقرات، حتى لا يمل السامع منها أو تتشتت أفكاره من كثرة التكرار، حاول أن تختصر وتركز على الفكرة لتصل بشكلها المطلوب.
خامساً: عبارات مؤثرة ولا تتكلف:
من الأساليب الرائعة في جعل المادة الصوتية جذّابة هي تدعيم محتواها بالعبارات الصوتية المؤثرة والأرقام والإحصائيات المدعمة للمعلومات الواردة فيها، كذلك لا تجعل رتم صوتك المسجل على نسق واحد وكن واعياً بالارتفاع والانخفاض الصوتي المناسب لأن فيه ايقاع يطرب السامع ويجذبه للمتابعة، كما أنه حين التسجيل كن على سجيتك ولا تتكلف، لتظهر رسالتك أقوى تأثيراً.
سادساً: في النهاية.. اشكر مستمعيك:
في نهاية كل حلقة من حلقاتك الصوتية أشكر مستمعيك كأنك تراهم، واطلب منهم رأيهم واقتراحاتهم حول موضوع الحلقة، لأن الرأي أحياناً يفيد كثيراً في تحسين جودة المادة المسجلة من كل النواحي.
أخيراً.. أصل وإياكم إلى نهاية هذا الموضوع، أتمنى لكم التوفيق في برامجكم وموادكم الصوتية المسجلة وإلى لقاء آخر يجمعني بكم في موضوع آخر بإذن الله..
دمتم.