اشتقت إليكم كثيراً أصدقائي، وأعتذر عن تأخر موضوعي هذا بسبب انشغالي، وأشكركم كثيراً على ردودكم وتفاعلكم ورسائلكم الطيبة بعد نشر مواضيعي السابقة عن المحتوى المكتوب والصوري وغيرها، واليوم ألتقيكم لاستكمال الكتابة عن المحتوى والذي نخصصه عن المحتوى المرئي.
“ايوووه” بالضبط كما تبادر إلى ذهنك أخي/ أختي، المحتوى المرئي هو ما تحتويه مقاطع الفيديو المنشورة على إحدى الوسائل الإعلامية وخاصة منصات التواصل الاجتماعي المرئية.. نعم هناك الكثير منّا يريد تصوير فيديو معين ونشره إلى العالم ليحضى بمتابعات وتعليقات كثيرة، و” subscribe” أكثر لكن يجد صعوبة في ذلك، وهنا أتحدث عن (10) نصائح قيّمة ستعطيك الضوء الأخضر الفعّال للبدء في إنتاج إبداعاتك المرئية ذات المحتوى الإبداعي المتقن.
أولاً: قم بإنشاء قناتك، واصنع هويتك:
الخطوة الأولى للعمل في هذا المجال لنشر محتوى مرئي جيد ومؤثر هو إنشاء قناة خاصة بك على إحدى المنصات الاجتماعية المختصة، ومن أبرزها موقع يوتيوب “YouTube” وهو الأشهر بين تلك المواقع، والأجدر بك أيضاً بعد إنشاء القناة الاعتكاف على تصميم هوية أو علامة تجارية خاصة بك، لتكون بصمة مميزة لك في الصورة التوضيحية للقناة وشعار ناصع يوثق كافة مقاطعك المرئية.
ثانياً: تخصص وحدد فئتك المستهدفة:
بعد إنشاء قناتك وتصميم هويتك لابد وأن تأخذ بعين الاعتبار التخصص الذي ستنتج مقاطعك المرئية حوله، لأن التخصص من أنجح الطرق في تسويق الذات إلكترونياً، وهو ما ينتج انتشار جيد لمرئياتك ودعوة المشاهدين للإعجاب والتفاعل والاشتراك في قناتك، كما أن عليك أن تضع نصب عينيك الفئة المحددة والمستهدفة من خلال محتوى الفيديوهات التي تريد نشرها وإفادة المشاهدين بها، لأن بتحديدك تتضح الرؤية أمامك في نوعية المحتوى ومستواه واللغة التي ستتحدث بها، إلى جانب نوع التصوير والمؤثرات الصوتية التي ستستخدمها فيما بعد.
ثالثاً: اجتهد في الإنتاج مسبقاً وتميّز بالفكرة:
إذا أنجزت ما سبق فأنت قد قطعت نصف الطريق في خطواتك الصحيحة والإبداعية التي ستكون لها نتائج إيجابية مؤثرة.. نعم، النقطة الثالثة هي أنك قبل أن تطلق قناتك والترويج لها لابد وأن تُعدّ ما لا يقل عن (10) حلقات عن مواضيع هادفة ومفيدة ضمن تخصصك وتوجهك الاستهدافي، تحمل فكرة متميزة عن غيرها من الأفكار المنتشرة في مرئيات الآخرين خاصة أولئك الذين لهم ذات التخصص، فهذه الكمية من الفيديوهات التي بحوزتك وتميّز فكرتها تعطيك مساحة في تتابع المشاهدين وإتاحة الفرصة لهم بين الحين والآخر من الاستمتاع بمقطع مرئي جديد مع إدهاشهم بفكرة جنونية حديثة.
رابعاً: دعّم محتواك بالأرقام ورتّب أفكارك:
قبل أن تبدأ بتصوير مادتك المرئية ارسم لنفسك خطة وسيناريو واضح تسير عليه أثناء التصوير، يتضمن كل ما تريد أن تقوله وتصوّره، والأفضل عندما تقوم بتدعيم المحتوى بمعلومات وأرقام هامة عن الموضوع الذي تتحدث عنه، ليجد المشاهد مادة غنيّة ومفيدة، تجبره فيما بعد على انتظار الحلقات القادمة بكل شغف، كما أن عليك ترتيب الأفكار المنطوية داخل الفيديو، بحيث لا يجد المشاهد بأن ترتيب المعلومات فيه نوع من الخلط أو التقديم أو التأخير، فالمشاهد حساس وذو عين وأذن ناضجة يمكنه أخذ موقف سلبي عنك وعن مرئياتك حين يرى بأن تتابع الفكرة فيها غير منتظم.
خامساً: تحدّث بلغة سهلة وركّز على خطوات الدرس:
من أهم الأمور الجاذبة للمشاهدين في قنوات اليوتيوب وغيرها هي اللغة أو اللهجة السهلة والبسيطة والواضحة التي يتحدث بها صاحب المادة المسجلة، لأن من خلالها تتضح الفكرة ويُفهم الدرس جيداً، وهي إشارة أيضاً على جديّة الشخص الناشر على توصيل فكرته إلى جمهوره بشكلها الصحيح، كما أنه عندما يتعلق الفيديو بتعليم درس معين يجب عليك التركيز على الخطوات وتتابعها لتصل بشكل متسلسل إلى المشاهد، إلى جانب ذلك عليك الاهتمام والتركيز أولاً وأخيراً على عنوان الفيديو نفسه، فهو عامل جذب أولي للمحتوى المرئي في قناتك.
سادساً: ترجم عندما لا تكون واضحاً:
وهذه نقطة مهمة جداً.. فإذا كانت لغتك أو لهجتك تطغى عليها المحلية أو الدارجة أو أن جمهورك المستهدف يتحدث لغة غير لغتك وخفت أن يكون ذلك عائقاً أمام فهم فكرتك أو دروسك فيجب عليك ترجمتها كتابياً وعرضها على الشاشة حين المشاهدة، لأن ذلك سيعطي انطباعاً جيداً وارتياحاً شديداً من قبل الجمهور.
سابعاً: اختر مؤثرات صوتية مناسبة واحذر الجمود والقطع المفاجئ:
بعد تصويرك لمادتك المرئية، ومن باب جذب المشاهد أكثر لمحتواك عليك بتدعيمها بموسيقى أو مؤثرات صوتية مناسبة، لتقوم بعملية شد الانتباه وجذبه والانسجام مع ما يدور من حديث حول الفكرة، كما عليك الحذر من طول بعض اللقطات الجامدة والغير معبرة عن شيء من مادة الفيديو حتى لا يُصاب المشاهد بالملل وتشتت الفكرة، أيضاً يجب التركيز على أهمية وسلاسة نقل المشاهد وجذبه بين اللقطة والأخرى، واحذر من القطع المفاجئ حين شرح الفكرة حتى لا ينزعج المشاهد وينتقل إلى قناة أو مرئي آخر ويقرر عدم العودة إليك.
ثامناً: جمّل مرئياتك بالألوان:
من الجميل أن يتضمن الفيديو ببعض الجرافيك الخاص به، كأن تكون خلفية لاسمك أو عناوينك على مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى بعض الإطارات أو الانتقالات التي تحمل ألواناً زاهية وجذابة للمشاهد، تعطي طابعاً جيداً في نفوس الزائرين لقناتك أو مرئياتك.
تاسعاً: اطلب مقترحات وأفكار مشاهديك:
قبل أن تنتهي من تسجيل مرئياتك وفي نهاية كل حلقة اطلب من زوارك ومشاهديك تزويدك بالأفكار والمقترحات لحلقات أخرى قادمة، فهناك الكثير من الأفكار الجذابة والهادفة ربما يقترحها المشاهدون تكون لك عوناً في جذب العديد من المعجبين والمتابعين، وهو مؤشر لانتشار فكرتك ومادتك أمام جمهور عريض.
عاشراً: الفيديو.. اتجاهات التسويق القادم:
قبل أن أختم موضوعي هذا أحببت أن ألفت أنظاركم بنصيحة أخيرة لابد وأن تضعوها نصب أعينكم كناشرين لمحتوى مرئي عبر منصات التواصل الاجتماعي بكل أشكالها، وهي أن اتجاهات التسويق مستقبلاً تصب جميعها في الحديث عن أهمية الفيديو ودوره الكبير والفاعل في الاستخدام، وقد أعادت الكثير من المنصات الاجتماعية النظر في هذا المجال وطورت من قدراتها المرئية وفتحت الكثير من التسهيلات والخيارات أمام المستخدمين، كتوجه لها خلال الفترة الزمنية القادمة.