تصادفنا أحياناً مواقف متعددة في عالم التسويق الإلكتروني كأن ينصدم شخصٌ ما بعد إجراء إعلان على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بالنتيجة السلبية الغير متوقعة في نظره، وربما يتساءل عن السبب.. والسبب قد يتمثل في عدد من الاشكاليات التي قد لا ينتبه لها قبل إجراء الإعلان.
وحتى لا يقع الفرد منّا في هذه الإشكالية، سأسرد لكم (5) نقاط مهمة لابد من أخذها بعين الاعتبار للحصول على نتائج إيجابية وربما أفضل من المتوقع، ولا أقول بأن هذه النقاط هي الكل في الكل ولا يوجد غيرها، فهناك العديد من الخطوات التي يمكن للمسوّق إتباعها للحصول على نتائج مثمرة، ولكن هذه النقاط هي نقاط أساسية يجب على الشخص الاهتمام بها أكثر من غيرها.. نلخصها في التالي:
أولاً: لماذا تريد الإعلان؟
قبل أن نفكر في تصميم أو كتابة الإعلان، لابد من السؤال الذي يطرحه المسوّق على نفسه.. لماذا أريد الإعلان؟ ولماذا أعلن عن هذه الجهة أو السلعة أو الخدمة؟
فإن هذا السؤال ستترتب حوله الكثير من الإجابات المنطقية وغير المنطقية، وسيتم التوصل حتماً إلى سبب محدد ودقيق وهو السبب أو الدافع وراء إجراء هذا الإعلان، وكما يقال: “إذا عُرف السبب بطل العجب”، فبه ستتضح الرؤية لديك من الإعلان كما أنها ستتضح الرسالة مباشرة أمام الفئة المستهدفة من الإعلان، ولا عجب فيها بعد ذلك.
ثانياً: الفئة المستهدفة وعمرها:
ولكي تحقق انتشاراً واسعاً لإعلانك من خلال تناسبية محتواه المكتوب والصور أو المرئيات المرافقة له، لابد وأن تفهم وتحدد بشكل جيد الفئة المستهدفة لإعلانك وكذلك عمرها، فبلا شك بأن محتوى الإعلان سيختلف من “فئة الفتيات اللواتي في مقتبل العمر” عن “الرجال الذين في مراحلهم العمرية المتقدمة”، أو “فئة الأطفال دون سن الخامسة عشرة” عن “الموظفين بشركة الاتصالات” وهكذا، فتحديد الفئة المستهدفة بدقة وعمرها سيفيدك كثيراً في إيصال رسالة الإعلان بشكل سلس وسهل، مما يعطي نتائج إيجابية في الانتشار وبعدها الإقبال على الجهة أو المنتج أو الخدمة التي تقوم بالإعلان عنها.
ثالثاً: ما الذي تريد الإعلان عنه؟
وهذه النقطة ربما يقع البعض في إشكالية منها، وهي نقطة مهمة في نظري.. حيث يجب التفريق بين السلعة والخدمة في أمر الإعلان ومحتواه، فالجانبين لهما نقاط اتفاق ومن أهمها يجب المصداقية في الحالتين وترغيب الزبون للاستمرارية سواء في البيع أو التأجير، ونقاط اختلاف أن السلعة ربما ينتهي أمرها حين موافقة المشتري على شروط البيع ودفع ثمنها وخروجها وانتهاء أمرها من يد البائع لمرة واحدة من قبل الشخص في أغلب الأحيان، كبيع أجهزة هاتف IPhone X مثلاً، فيما الخدمة ربما تكون مستعارة أو لها فترة محددة للاستخدام ثم تعود إلى مالكها الأصلي وقد تتكرر أكثر من مرة ومن أكثر من شخص في يومٍ واحد، كخدمة تأجير سيارات “ليموزين” مثلاً أو غيرها.. ويجب على المسوّق في الحالتين أن يستخدم محتوى مناسب لكل حالة مما يعطي الأمان والقبول للبيع أو الاستخدام.
رابعاً: التركيز على نقاط القوّة:
لكل جهة أو سلعة أو خدمة نقاط قوّة ونقاط ضعف، وفي هذه الحالة الإعلانية يجب التركيز بشكل أساسي على نقاط القوّة التي يتمتع بها الشيء المعلن عنه، فكلما كانت نقاط القوّة مركّزة وواضحة وتصب فيما تحتاجه الفئة المستهدفة، كلما كان الإقبال عليه أكثر ونتائجه أكبر، والعكس تماماً كلما كانت نقاط القوّة مشتتة أو غير واضحة كلما كانت النتائج سلبية وغير موفقة.
خامساً: الفائدة المرجوّة بالنسبة للعميل أو المعلن:
ما الذي تتوقع أو ترجو الحصول عليه بعد إعلانك؟ أو ما الذي تريد تحقيقه من إعلانك في أوساط الفئة المستهدفة لديك؟
هذه الأسئلة وغيرها يجب أن تضعها على نفسك قبل إعلانك، وربما تستنتج منها عدداً من النقاط الهامة التي تعطيك جانباً من النتائج المتوقعة فيما بعد، مما قد يسهّل عليك في نهاية المطاف إجراء التحليلات والتقييم للإعلان أو نتائجه التي تحدد بشكل دقيق أو شبه دقيق وواضح مسار الإعلان ومراحله والسلبيات أو الإيجابيات التي أثّرت على الإعلان في رحلته من البداية حتى النهاية.
هذه الخمس نقاط يجب على المعلن وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي أخذها بعين الاعتبار وفهمها بشكل جيّد، حيث ستعطيه صورة واضحة عن إعلانه، وقد يتوصل إلى نتائج إيجابية وأفضل من المتوقعة.
أشكركم وأتمنى ممن لديه خطوات أو نقاط أخرى تفيد في إعطاء نتائج إيجابية للإعلان أن يدلنا عليها لنستفيد منها جميعا.. تحياتي لكم.