(10) خصائص تجعلك كاتب محتوى مبدع ومؤثر

أهلاً بك عزيزي/ عزيزتي..
بما أنك دخلت للاطلاع على هذا الموضوع إذن فأنت قد قطعت نصف الطريق لتكون أحد كتّاب المحتوى المؤثرين في هذا العالم.. نعم في هذا العالم!! أعلم بأن علامات التعجب قد بدت على وجهك عندما قلت لك “في العالم”، دعني أذكّرك بشيء وهو أن كتّاب المحتوى هم أناس مثلي ومثلك، فقط الذي ميزهم هي بعض الخصائص التي حاولوا تطويرها وأهملناها نحن، بمعنى آخر.. أنا وأنت إذا قمنا بتطوير هذه الخصائص عند كتابة محتوانا واهتممنا بها فربما نصبح يوماً من الأيام من أفضل كتّاب المحتوى في العالم.
عموماً.. لن أطيل عليكم، سألخص لكم هذه الخصائص في عدد من النقاط التي يجب على كاتب المحتوى الاهتمام بها بشكل دائم حين كتابته.


أولاً: رغبة ولو بسيطة:
من غير المنطقي أن يقدم لنا شخص وجبة شهية لذيذة الطعم وهو ليس بطباخ ولا يملك الرغبة في الطبخ!! وكذا كتابة المحتوى فإن لم يكن لدى الشخص الرغبة في الكتابة والدافع النفسي نحو هذا العمل فلن يقدم لنا محتوى مؤثر ومبدع، وعليه فلابد من الرغبة ولو كانت بسيطة لأنها مع الزمن والممارسة ستقوى يوماً بعد يوم ويصبح الأمر متطلباً نفسياً يهدف إلى إتقان هذه المهمة.
ثانياً: القراءة الكافية عن الموضوع:
وهذه النقطة تعدّ من أساسيات الكتابة المعبرة والشاملة لموضوع الكتابة، فبالقراءة المكثفة حول الموضوع المطلوب الكتابة عنه تعطي الكاتب مزيداً من الوضوح واكتشاف نقاط القوّة الجاذبة للقارئ، وتمكنه أيضاً من تسليط الضوء على نقاط الضعف للابتعاد عنها وتجنب تضمينها للموضوع.
كذلك، القراءة المكثفة توسع كثيراً من مدارك كاتب المحتوى، لأن القارئ لا يريد معلومات سطحية عن الموضوع وإنما يريد سرداً واضحاً ومعلومات تشبع نهمه المتمثل في العديد من الأسئلة والاستفسارات التي تؤرقه بدورانها المتواصل بين جنبات عقله وقلبه.
ثالثاً: كتابة بسيطة وسهلة:
وفي هذا الصدد أحكي لكم قصة طريفة.. يقال أن أبا علقمه النحوي كان مشهوراً بالتقعّر في الكلام، سقط يوماً على الأرض مصروعاً فأقبل الناس عليه وتحلقوا به يؤذنون في أذنه ليفيق، فلما أفاق ورأى الناس مجتمعين عليه قال: “مالكم تكأكأتم عليّ كتكأكأكم على من به جِنّة.. افرنقعوا عني”.. فهل فهمتم شيء؟!!
عمومية الناس اليوم لن يفهم، إذن عزيزي الكاتب.. لا تستعرض بعضلاتك اللغوية ولابد أن تكون كتاباتك بسيطة وسهلة بعيدة عن التقعّر والتشدق، وإلا فما الفائدة من كتاباتك إن لم تكن مفهومة أو واضحة؟ فالسهولة والبساطة في كتابة المحتوى تساعد القارئ أيضاً على الإقبال ودعوة أصدقاءه للقراءة وبهذا تصل فكرة الموضوع بكل سلاسة إلى الفئة المستهدفة، وهو ما يعني زيادة العملاء وتزايد أرباح الشركة أو استقطاب المعجبين وانتشار الخدمة وهوية المنظمة.
رابعاً: حصرية المحتوى:
نشتكي دائماً من عملية النسخ واللصق للمحتوى بكل أنواعه اليوم في وسائل إعلامنا وخاصة الالكترونية المتمثلة في المواقع والتطبيقات الاجتماعية، وهذه ميزة سيئة وللأسف يتّبعها الكثير من الأشخاص، لكن أمدها قصير وانتشارها له حدود خاصة مع محرك البحث الشهير جوجل.
فأنت بصفتك كاتب محتوى لابد أن يكون محتواك عن الموضوع حصرياً متعوباً عليه فالحصرية تعطيه قوة ومتانة لدى محركات البحث وأهمها جوجل وأيضاً تعطي الزائر إلى موقعك ارتياحاً خاصاً كونه يقرأ موضوع حصري نشأ بهويّة ومعلومات قد تكون جديدة، وهذا يعني انتشار موضوعك وتربعه على مصاف عمليات البحث الجارية يومياً من قبل الزوار.
خامساً: كن مبدعاً في كتابة العنوان:
يقولون: “الكتاب يُقرأ من عنوانه”، وكذا الموضوع.. فالعنوان هو أهم جملة يجب الاهتمام بها وإعطائها المساحة الأكبر في الإبداع والتفكير.
والعنوان دائماً يُكتب بعد كتابة الموضوع بشكل عام، ليكون شاملاً وواضحاً ومحدداً وجذاباً ومشوقاً ومجملاً للفكرة التي عليها بُني الموضوع، فربما يكلفك العنوان وحده أحياناً وقتاً أطول من وقت كتابة الموضوع بأكمله، خاصة مع كتّاب المحتوى المبتدئين، وهذا ليس عيباً وإنما هي مهارة يكتسبها الكاتب بعد ممارسة متواصلة، كما أن العنون يجب أن لا يكون طويلاً (8 كلمات كحدٍ أعلى) حتى لا يفقد صفته كعنوان.
سادساً: مقدمة الموضوع وترابط الفقرات:
البعض من كتّاب المحتوى لا يولي اهتماماً بمقدمة الموضوع، وهنا ربما نقع في المحظور خاصة عندما يكون الموضوع طويلاً أو مملاً، فلابد من الاهتمام بالمقدمة.. فعن طريق المقدمة وسلاسة وإبداع كتابتها نربط على ناصية القارئ حبلاً متيناً نستطيع بعده التحكم فيه وإجباره على متابعة القراءة واستكمال الموضوع بكل كلماته وأفكاره، وعلى العكس تماماً، فعندما يجد القارئ بأن المقدمة مملة ولا تشده نحو القراءة فإن ذلك يعني انتهاء العلاقة بينهما والطلاق دون رجعة، كما أن من الأهمية بمكان أن يحاول الكاتب من جعل الموضوع وحدة واحدة في تسلسله للأفكار والكلمات، فعندما ينتقل القارئ من فقرة إلى أخرى لابد وأن لا يشعر بأي مفارقة أو قطع للفكرة بين الفقرة والتي تليها وهكذا.
سابعاً: الأرقام والنماذج:
إذا كنت تتحدث عن موضوعٍ ما، مثلاً: “تأثير استخدام الانترنت على الأطفال” ولا يوجد بموضوعك ذاك إحصائية عن نسبة المستخدمين من الأطفال أو نموذج للتأثير!! وإلا فكيف لك أن تُقنِع القارئ بما يرد في الموضوع من معلومات؟!
فالأرقام والنماذج مهمة جداً تدعيمها في محتوانا حين كتابة المواضيع التي تتطلب ذلك، لأن بها يستطيع الكاتب تقديم فكرته بشكل أقوى، ربما يغيّر بها رأي القارئ، كما أن مصداقية الموضوع نفسه تتعزز لدى نفوس القراء لأن لغة الأرقام هي أقوى اللغات تأثيراً وواقعية.
ثامناً: الكلمات الدلالية:
صحيح أن محركات البحث وعلى رأسها جوجل أصبحت اليوم لا تولي اهتماماً كبيراً لهذه المسألة، ولكن يجب على كاتب المحتوى النظر إليها بعين الاعتبار، وهي أن الكلمات البحثية (الدلالية) القوية بعد حصرها في الموضوع المراد كتابته يجب من تسليط الضوء عليها بتكرارها أكثر في الموضوع والإشارة إليها في العنوان، حتى يتصدر موضوعك في عمليات البحث بشكل أسرع وأدق.
تاسعاً: ترجم المصطلحات:
قد نضطر أحياناً إلى كتابة موضوع يتضمن مصطلحات علمية غريبة أو مكتوبة لاتينياً، ومهمة كاتب المحتوى في هذه الحالة ترجمة المصطلح وإعطاء القارئ لمحة مبسطة قصيرة عن هذا المصطلح ومعناه، ليستمر في القراءة وفقاً ومفهوم الموضوع بشكل عام.
عاشراً: اكتب، ثم اكتب.. ثم اكتب:
كل إنسان في هذه الحياة لديه إمكانية خاصة منحه الله إياها، لكنه عندما يتخلى عن ممارستها والمداومة على استخدامها تقل نسبة الإبداع فيها وربما ينسى أساسياتها، وعلى هذا النحو يجب عليك ككاتب محتوى عدم الانقطاع عن الكتابة.. عليك الممارسة الدائمة لهذه الخاصية بمختلف الطرق والأساليب، والتخلي عن ممارسة الكتابة تعني لك ككاتب محتوى تدني مستواك وقلّة إبداعك وخروجك من العالمية إلى أدنى مستوى في الإبداع.. ولذا كن مبدعاً دائماً باستمرارك في الكتابة.

You may also like

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *