قفشات إعلامية

أغلب من يمتهنون الصحافة والإعلام في حضرموت ليست لديهم فكرة عن قانون الصحافة والمطبوعات، ولا عن شروط العمل الصحفي أو مواثيق الشرف المهنية، أو حتى قوانين النشر.. وهذه مشكلة كبيرة، تشبه في حد ذاتها حالة شخص أعمى يبحر في عرض المحيط، تتلاعب به الأمواج العاتية وليست لديه بوصلة أو خريطة يهتدي بها. “يعني يمشي ويشتغل على البركة”.

عبدالله باخريصة

نصيحة لمن يعملون في الأوساط الصحفية وغيرها، عندما تكتبون سطرًا أو سطرين على فيسبوك أو تويتر أو واتساب وتدعّمونه بمصطلحات ومفاهيم رنانة ومنمّقة وأنتم شخصيًا لا تعرفون معناه ولا منشأه ولا تطوره، وإنما من باب “الفنحشة” وتزيين السطور، هذا لا يعني أنك أصبحت فريد زمانك، وأنك قد صرت المحلل والمفكر الذي لا يضاهيه أحد.. بالعكس أنت بذلك تنشر غسيل ثقافتك الضحلة أمام الجميع، ومن المؤسف أن عبارة “اللهم لا شماتة” ستكون هي الوحيدة التي سيلوكها من هم حولك.. فاحذر.

عبدالله باخريصة

كونك مختص أو دارس لمجال الصحافة والميديا ونظرياته وفلسفته، حاول أن تكون كتاباتك الصحفية أو مداخلاتك المرئية أو المسموعة في هذا المجال علمية بحثية متعمقة، أكثر مما تكون كتابات رأي سطحية.. عالج فيها موضوعاتك المختارة ابتداءً بتعريفها العلمي، ثم مناقشة إشكاليتها وفق تسلسل منطقي وتنصيص بحثي، للتوصل إلى نتيجة مرتكزة على حلول واقعية للمشكلة، فالصحفي اليوم لم تعد مهمته نشر رأيه بسطحية، بل هو عنصر فاعل في مجتمعه يناقش المشكلة بعمق وبحث، ويقدم حلولها وفق المنطق والعلم.

عبدالله باخريصة

ضحكت كثيرًا عندما قرأت لشخصٍ ممن يطلق على نفسه “إعلامي” وربما أحيانًا “محلل سياسي” وهو يتحدث عن “مفهوم سياسي” بشكل خاطئ وفظيع ولا يمت للحقيقة بصلة، لكنني بعد الانتهاء من القراءة انتابتني مشاعر الحسرة عن وضعنا العام والتحدث فيه. فكيف لشخصٍ أو أشخاصٍ لا يدركون معنى أو توصيف “مفهوم سياسي” واحد أن يبادروا بتحليل “وضع سياسي” لبلد بأكمله في الصحافة بوسائلها المختلفة؟!!

عبدالله باخريصة

عزائي..

بعض المشتغلين في المجال الصحفي في حضرموت أو الطلبة المنخرطين حاليًا لدراسة الصحافة أو القانون أو الإدارة أو غيرها داخليًا أو خارجيًا، بارك الله فيكم، ليس إلزامًا عليكم أن تهرفون أحيانًا بما لا تعرفون، لتظهروا أمام الناس متفاخرين بصفة “فاهم في كل شيء” أو “محلل سياسي” عن كل الأحداث.. التحليل السياسي علم عميق له مختصيه الدارسين له والباحثين فيه، ولتعلموا.. أن السياسة ليست هي من تعطيكم صفة الصحفي، يمكن لأحدكم بحق أن يكون صحفيًا رياضيًا أو ثقافيًا أو علميًا أو حتى صحفيًا مختصًا في عروض الأزياء.. فلا تشمتوا بأنفسكم إذن في السياسة، وأنتم للأسف في شرق عنها وهي في غرب عنكم.

عبدالله باخريصة